عمرو جلال
عمرو جلال


عمرو جلال يكتب .. فراشات  «المستريح»

بوابة أخبار اليوم

السبت، 21 مايو 2022 - 05:15 م

الكثير منا يظن أن الفراشات تلقي بنفسها في مصائد الضوء التي صنعها الأنسان وتموت حباً في الضوء لكن الحقيقة ليست كذلك مطلقاً..إن إناث الفراشات تصدر ضوءاً يجتذب الذكور للتزاوج ولأن الفراشات لا تميّز بين ضوء مصنوع وضوء يصدر عن فراشات مثلها فإنها تنجذب إليه وهناك تكون نهايتها في الخديعة وفي الضوء معاً.. اتذكر مصير تلك الفراشات وأنا أتابع كل يوم ظاهرة "المستريح" التي أصبحت عرضا مستمرا في كثير من القرى المصرية .. السيناريو واحد..أضواء الأموال و الثروة تسطع في أيادى محتالة وتجذب اليها المئات من الضحايا الحالمين بتشغيل أموالهم..وللاسف الضحايا مثل الفراشات يتساقطون واحدا تلو الأخر دون أن يتعظ من يأتى خلفهم ويتعلم الدرس..ألقاء اللوم على ضحايا "المستريح" و تحميلهم نتائج تلك الكارثة بمفردهم هو أمر أرى أنه يخلو من الانصاف ومثل اتهام الفراشات بالغباء وحب الموت من أجل  الضوء.
 أن الرغبة في استثمار المال ليست جريمة والطموح في تحقيق ثروة ليس عيبا...السؤال أين بدائل الاستثمار المتوفرة لهؤلاء ؟...جزء كبير من المشكلة تقع على عاتق جهات الإستثمار في بلادنا... الحقيقة تلك الجهات لا تكثف من دعايتها سوى بالأماكن التي يتواجد بها رأس المال الكبير ورجال الأعمال متناسين أن هناك كم كبير من الأموال يقدر بالمليارات موجود بالقري و النجوع و المراكز بالمحافظات..أين هؤلاء من خطط الدعايا المكثفة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة؟..دعايا حقيقية ملحة تخاطبهم بالطريقة التي تفهمها هذه الشريحة من المستثمرين الصغار وغير المتعلمين.
قصص نجاح أصحاب المشروعات الصغيرة كثيرة لكن للاسف لا تظهر سوى في مواسم محدودة ثم ما تلبث أن تذهب إلى طى النسيان. 
في بلادنا توجد عشرات الجهات العاملة في ريادة الأعمال الحكومية منها و الخاصة ..أقول لهؤلاء لابد أن تعرفوا أن هناك قطاع كبير من المصريين يريدون أن يضعوا أموالهم في مشروعات ريادة الأعمال لكنهم ليسوا من خريجى الجامعات الأجنبية وليس لديهم العلم أو المعرفة بالطريقة السليمة للإستثمار في هذا النوع من الشركات الصغيرة ومن دواعى سرورنا لو تنازلتم قليلاً و تحدثتم بالعربية و العامية مع الناس بدلاً من اللغة الإنجليزية التي تتعمدون التحدث بها عند الحديث عن إنجازاتكم في شركات ريادة الأعمال. 
أما البنوك فالمشكلة  الكبرى لم تحل حتي الآن وهي خوف البعض من تحريم الحصول على الفوائد من الإستثمار فيها ..فتاوى الأزهر الشريف تشير إلى أن فوائد البنوك لا علاقة لها بالربا ورغم ذلك يوجد حالة جدال وعدم يقين كبيرة حول الأمر
.. ما المانع أن تقوم البنوك بتنويع أشكال الإستثمار وايجاد حل  مقنع وملائم للجميع  لكى تستحوذ علي هذه الفئة من المستثمرين بدلا من هروبهم إلى بنوك المحتالين. 
إلى ضحايا مستريح الأمس ولغيرهم من الفراشات القادمة إلى ضوء مستريح آخر أقول لهم لقد كنت ستغامر في أن تضع مالك مع شخص لا تعرف حقيقته فلم لا تغامر بجزء بسيط من مالك في مشروع تقوم بدراسته ببلدك يبدأ من 10 آلاف جنيه مثلا ومهما كانت خسارتك لن تكون كالاحتراق في نيران مستريح أو غرق في مركب هجرة غير شرعية.
[email protected]


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة